بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحمد لله ما غرد بلبل وصدح، وما اهتدى قلب وانشرح ، وما عم فينا سرور وفرح، الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر

وما تراجع الباطل وتقهقر، وما سال نبع ماء وتفجر ، وما طلع صبح وأسفر ، وصلاة وسلاماًَ طيبين مباركين على النبي المطهر صاحب الوجه الأنور

 والجبين الأزهر ، ما سار سفين للحق وأبحر ، وما على نجم في السماء وأبهر ، وعلى آله وصحبه خير أهل ومعشر، صلاة وسلاماًَ إلى يوم البعث و المحشر

الحمد لله الحي القيوم , الباقي وغيره لا يدوم , رفع السماء وزينها بالنجوم , وامسك الأرض بجبال في الختوم , صور بقدرته هذهِ الجسوم , ثم أماتها ومحا الرسوم ,

ثم ينفخ في الصور فإذا الميت يقوم , ففريقٌ إلى دار النعيم وفريقٌ إلى نار السموم

لحمد لله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين, ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذل لكبريائه جبابرة السلاطين

 وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين , وأساله معونة الصابرين,

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين

وبعــــــــد  

 

ســـــــلام الله يسري ما أقيمت صــــــلاة من عـبــادِ خــاشــعــيــنــا
وما جادت بـمـاء المزن سحــب سـقـى الأشـجـار والــزرع الـدفـيـنـا
ســـــــلام عـــــاطر ولـه أريــج من الأعـماق يـعــبـق ياســـمــيـــنـا
ســـــــلام الله نـهـديــه إليكــــــم مـع الإشـفـــاق مــمــزوجاًَ حـنـيـن
 

 

 

 

 

 

 

 

هأخي  /  أختي :  هل حاسبت نفسك و فكرت بمصيرك !؟  

 

 

 

 

جـنـة عرضها السـماوات والأرض تكرم وتنعم و تؤبد فيها

أو

نار تحرق الأجسـاد و تشوي الوجوه وتخلد فيها مهان ذليل  

 

 

 

 

 

 

 الصلاة

 

  

 

 

 

 

بطاقة فلاشـية بعنوان ~ لا يصلي أبداً

للمشـــاهدة أضغط هنـآ   

 

 

 


الكثير يتهآون في الصلاة وفي ادائها        

وينشغل عنها بدون عذر وقد انعم الله عليهم بسلامة الحواس وبالصحة والعافية       

فما العذر الذي سيقدمه لله سبحانه وتعالى ..؟     

وقد تناسو قصة الأعمى الذي جاء إلى النبي يطلبه أن يعفيه من الصلاة في المسجد فأجابه النبي
صلى الله عليه وسلم 

هل تسمع النداء ؟     
 
قال : نعم , قال : فأجب    

 

أنظر إلى صورة هذا الصبي الصغير الذي لم تمنعه إعاقته للحضور إلى المسجد لأداء الصلاة

 

 

 

 

 

 

فضـل الـدعـاء

 

 

 

 

 

 

بطاقة فلاشـية بعنوان ~ أمـا آنت التـوبـة

للمشـــاهدة أضغط هنـآ

 

 

 

رسالة مختصرة في : " الدعاء وفضله " أسأل الله تعـالى أن ينفعـنا بها

وأن يكتبها في موازين أعمالنا، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

 

قال تعالى :  وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  [غافر:60] ـ

 

وقال : عليه الصلاة والسلام

  { إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين }

          

وقال : عليه الصلاة والسلام

 { أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام }

 

وقال : عليه الصلاة والسلام

 { إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه }

 

وقال : عليه الصلاة والسلام

{ أفضل العبادة الدعاء }






 






الجنة و الحور العين

 


قال النبي
صلى الله عليه وسلم :0

 

قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر

د[رواه البخاري ومسلم وغيرهما]0

 

 0

 

 

 

 

 فاقرؤا إن شئتم: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جزاءاً بما كانوا يعملون } [ السجدة ] 17

 


قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
0

 

وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه

 ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران
وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن
وإن سألت: عن بلاطها، فهو المسك الأذفر
وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر
وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب
وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب
وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من العـود وأحلى من العسل
وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل
وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى
وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون
وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور
وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير
وإن سألت: عن سعت أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام
وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها
وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها
وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام
وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار
وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكواكب ، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار
وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب
وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب
وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال
وإن سألت: عن عمرهم ، فأبناء ثلاثة وثلاثين ، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر
وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر
وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين, وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين
وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان
وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان
وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون
وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب
وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر
وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور
وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان
وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان
وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان
وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج
فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءة الجنة من ضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها

وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيالذت تلك المعانقة والمخاصرة



وحـديـثهـا السحـر الحـلال لـو أنـه   ~   لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملي وإن هي أوجزت   ~    ود المحدث أنها لم توجز


إ
ن غنت فيا لذت الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فـياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع

وإن قبّلت فلا شيء أشها إليه من ذلك التقبيل، وإن نولت فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل


 وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه

كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق

وذلك موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس

وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي
 

 

 


يا أهل الجنة


إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة

وينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين

 حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً

 أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ

 ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ - على كثبان المسك

ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:0

 

 

 

 


يا أهل الجنة

 

 
السلام عليكم


فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام

فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول :0

 

 

 

يا أهل الجنة

 
فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني

فهذا يوم المزيد, فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا، فارض عنا

 

 

فيقول :0

 

 

يا أهل الجنة


إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك ننظر إليه
فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا

ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنه يقول
يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي ؟
فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه
فيا لذت الأسماع بتلك المحاضرة
ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة

.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ
(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ [القيامة:22]0

 

 

src=

 

 



وقال أبو هريرة رضي الله عنه:  أن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف عن يمينها

 وعن يسارها كذلك وهي تقول أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر

وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن في الجنة حوراء يقال لها لعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله

مكتوب على ظهرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي . وقال مالك بن دينار إن في الجنة حوراء

يتباهى بها أهل الجنة لحسنها  لولا أن الله كتب على أهل الجنة ألا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها 

 

وروى أحمد والترمذي بسند صحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال :0

(( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ))

 



 


 

 

 

جهنـم وبئس المصير

 

 

لقد خلق الله تعالى النار وجعلها مقراً لأعدائه المخالفين لأمره

وملأها من غضبه وسخطه وأودعها أنواعاً من العذاب الذي لا يطاق

وحذر عباده وبين لهم السبل المنجية منها لئلا يكون لهم حجة بعد ذلك وعلى الرغم من كل هذا التحذير من النار

إلا أن البعض من الناس ممن قل علمهم وقصر نظرهم على هذه الدنيا أبو إلا المخالفة والعناد والتمرد على مولاهم

ومعصيته جهلاً منهم بحق ربهم عليهم وجهلاً منهم بحقيقة النار التي توعدهم الله بها فما هي هذه النار؟ وما صفتها ؟

يا الله !.. ما أشد هذه الصفات.. اللهم سلم

أتعلم أخي ما هو غذاء الكافر في جهنم ؟ أو لنقل.. ما هو الشيء الذي يرغم عليه الكافر للدخول إلى جوفه في جهنم ؟

يأكلون من شجرة الزقوم.. ويشربون من الحميم ومن صداهم

 

وما شجرة الزقوم؟

 
” إن شجرة الزقوم طعام الأثيم “
وفي الإسراء ” والشجرة الملعونة في القرآن “ وفي الصافات “
0

 ( أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم إنّا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين )

 

 

 

 

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره على آية الإسراء :0

0
وأما الشجرة الملعونة في القرآن فهي الزقوم كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار

ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله: هاتوا تمراً وزبداً وجعل يأكل من هذا ويقول:0

تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا
 فتاوى اللجنة الدائمة 4/246

قال الواحدي عن شجرة الزقوم: هو شي مر, كريه يكره أهل النار على تناوله ,0

فهم يتزقمونه أي يبلعونه, بصعوبة لكراهيتها ونتـــــــنها

وأختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أم لا على قولين

 

 

القول الأول:0

 
أ ) أنها معروفـــــــة من شجر الدنيا ..
0

 فقال قطرب: أنها شجرة مرة توجد بتهامة , وهي من أخبث الشجر
 

ب ) وقال غيره بل هو كل نبات قاتـــــــــــل ..0

0

والقول الثاني:0

0
أنها غير معروفة في شجر الدنيا ..
0

قال قتادة : لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظــــــلمة ,

فقالوا : كيف تكون في النار شجرة فأنزل الله تعالى ( إنا جعلناها فتنه للظالمين..)0

 
وقيل معنى جعلها فتنه لهم : أنها محنة لهم لكونهم يعذبون بها ..
0

والمراد بالظالمين هنا ..  الكفار أو أهل المعاصي الموجبـــة للنار

أوصاف هذه الشجــــــرة رداً على منكريها 0

قال تعالى: ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )0


أي في قعرها

 

قال الحسن أصلها في قعــــــــر الجحيم .. وأغصانها ترفع إلى دركاتها..0

ثم قوله عز وجل: ( طلعها كأنه رءوس الشياطيـن )0

أي ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه وشناعته منظرة رءوس الشياطين

وقيل رؤوس الشياطين إسم لنبات قبيح معروف باليمن يقال له الاستن

وقيل أيضا في رؤوس الشياطين هو شجر خشن منتن , مــــر, منكر الصورة

يسمــــى رؤوس الشياطين

وقال صلى الله عليه وسلم: { لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه } [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]0
 

وقال المفسرون: إن شجرة الزقوم تحيى بلهب النار كما تحيى الشجرة ببرد الماء، فلا بد لأهل النار من أن يتحدر إليها من كان فيوقها فيأكلوا منها

 

وقوله تعالى: ” هذا فليذوقوه حميم وغساق0

 
وقيل الغساق: القيح الغليظ المنتن

 

وذكر إبن وهب، عن عبد الله بن عمر، قال الغساق: القيح الغليظ ، لو أن قطرة منه تهراق في المغرب أنتنت أهل المشرق

ولو أنها تهراق في المشرق أنتنت أهل المغرب

 
وقيل: الغساق الذي لا يستطاع من شدة برده ، وهو الزمهرير

وقال كعب: الغساق عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة فتستنقع،

ويؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة فيسقط جلده ولحمه عن العظام

فيجر لحمه في كعـبيه كما يجر الرجل ثوبه. قوله ” جزاءً وفاقاً ؟ أي وفاق أعمالهم الخبيثة

وأهل النار في عذاب دائم، لا راحة ولا نوم، ولا قرار لهم، بل من عذاب إلى عذاب

قال : { إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل

ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً } [رواه مسلم]0.

وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون! قد اسودت وجوههم، وأُعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم

وقصمت ظهورهم وكسرت عظامهم

يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [المائدة:37]0

كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء:56]0

قال ابن مبارك: وحدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: فذكره عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص:0

إن أهل جهنم يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماُ ثم يرد عليهم ” إنكم ماكثون “0

 

 

 

لباس أهل النار

 

يقول الحسن: ( تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة ).0


لباس أهلها من نار    

، سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم:50]0

وشرابهم وطعامهم من نار

 وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15]0

قال ابن الجوزي في وصف النار: ( هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد

بُدلت وضاءة وجوههم بالسواد وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد

 عليها ملائكة غلاظ شداد، لو رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون

 فحزنُهم دائم فلا يفرحون، مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد

توبيخهم أعظم من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب

 يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد

يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق

 يا فضيحتهم بين الخلائق، أين كسبهم للحطام؟ أين سعيهم في الآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام

ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد )0

 

اللهم سلم سلم .. اللهم إنا نعوذ بك من النار ومن حرها ولهيبها ومقذفاتها وعذابها

 

 

 

سلاسل أهل النار

 


ولا تسأل أخي عما يعانونه من ثقل السلاسل والأغلال

 قال تعالى: إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر:71]0

وقال تعالى: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:32]0

 

أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع أبي مليكة يحدث عن أبي بن كعب قال:0

 

إن حلقة من السلسلة التي قال الله : ” ذرعها سبعون ذراعاً ” إن حلقة منها مثل جميع حديد الدنيا

 
سمعت سفيان يقول في قوله: ” فاسلكوه ” قال: بلغنا أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه

 
ويقال: إن الحلقة من غل أهل جهنم لو ألقيت على أعظم جبل في الدنيا لهدته

 

أخي الحبيب..0


أنظر إلى تفسير قول الله تعالى: ”
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:44]0


وما تحمله من معاني وكلمات تبكي لها الأعين

 

 

بطاقة فلاشـية بعنوان ~ أسـير الأغـانـي

للمشـــاهدة أضغط هنـآ

 

 

تصور نفسك وقد طال فيها مكثك، فبلغت غاية الكرب، واشتد بك العطش فذكرت الشراب في الدنيا ففزعت إلى الحميم

فتناولت الإناء من يد الخازن الموكل بعذابك فلما أخذته نشت كفك من تحته، وتفسخت لحرارته، ثم قربته إلى فيك فشوى وجهك

ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل إلى جوفك فقطع أمعاءك، فناديت بالويل والثبور وذكرت شراب الدنيا وبرده ولذته وتحسرت عليه

 ثم آلمك الحريق فبادرت إلى حياض الحميم لتبرد فيها كما تعودت في الدنيا الاغتسال والانغماس في الماء إذا اشتد عليك الحر

 فلما انغمست في الحميم تسلخ لحمك، من رأسك إلى قدميك، فبادرت إلى النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ثم اشتد عليك حريق النار

 فرجعت إلى الحميم فأنت هكذا تطوف بينها وبين حميم آن

وذلك مصداقاً لقول مولاك جل وعلا: “يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ” [الرحمن:44]0

0
فتطلب الراحة بين الحميم وبين النار، فلا راحة ولا سكون أبداً

اللهم سلم سلم.. اللهم إنا نعوذ بك من النار ومن حرها ولهيبها ومقذفاتها وعذابها

فلما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك المجهود ذكرت الجنان فهاجت غصة من فؤادك إلى حلقك أسفاً على جوار الله عز وجل

 وحزناً على نعيم الجنة الذي أضعته بنفسك بسبب الذنوب والمعاصي، ففزعت إلى الله بالنداء بأن يردك إلى الدنيا لتعمل صالحاً

فمكث عنك دهراً طويلاً لا يجيبك هواناً بك، ثم ناداك بعد ذلك بالخيبة منه أن

 اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ  [المؤمنون:108]0

 

ثم أراد أن يزيدك إياساً وحسرة فأطبق أبواب النار عليك وعلى أعدائه فيها

فيا إياسك ويا إياس سكان جهنم حين سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم

فعلموا عند ذلك أن الله عز وجل إنما أطبقها لئلا يخرج منها أحد أبداً

 فتقطعت قلوبهم إياساً وانقطع الرجاء منهم أن لا فرج أبداً، ولا مخرج منها، ولا محيص من عذاب الله عز وجل أبداً

 خلودٌ فلا موت. وعذابٌ لا زوال له عن أبدانهم، وأحزان لا تنقضي، وسقم لا يبرأ، وقيود لا تحل

وأغلال لا تفك أبداً وعطش لا يروون بعده أبداً، لا يُرحم بكاؤهم، ولا يُجاب دعاؤهم

ولا تقبل توبتهم فهم في عذاب دائم وهوان لا ينقطع، ثم يبعث الله بعد ذلك الملائكة بأطباق من نار ومسامير من نار

 وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق وتشد بتلك المسامير، وتمد بتلك العمد

فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح ولا يخرج منه غم، وينساهم الرحمن بعد ذلك نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67]0
 

فذلك قوله تعالى: “إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ” [الهمزة:9،8]0

ينادون الله ويدعونه ليخفف عنهم هذا العذاب فيجيبهم بعد مدة ” اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ” [المؤمنون:108]0

قال الحسن: ( هذا هو آخر كلام يتكلم به أهل النار وما بعد ذلك إلا الزفير والشهيق وعواء كعواء الكلاب )9

فما أشقى والله هذه الحياة وما أشقى أصحابها – نسأل الله أن لا نكون منهم – وما أعظمها والله من خسارة لا تجبر أبداً

ويا حسرة والله على عقول تسمع بكل هذا العذاب وهذا الشقاء وتؤمن به ثم لا تبالي به

ولا تهرب عنه بل تسعى اليه برضاها واختيارها. فلا حول ولا قوة الا بالله

 

 

 

صفة جهنم وحرها وشدة عذابها

 

 

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :0

 أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ”

ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت .. ثم أقود عليها ألف سنة فاسودت فهي مظلمة كسواد الليل “0

قال ابن مبارك: أخبرنا سفيان عن سلمان عن أبي ظبيان عن سلمان قال :0

” النار سوداء لا يضيء لهبها ولا جمرها” ثم قرأ ” كلما أرادو أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها

 

وروى أبو هدبة إبراهيم قال، حدثنا أنس بن مالك قال :0

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لو أن جهنمياً من أهل جهنم أخرج كفه إلى أهل الدنيا حتى يبصروها

 لأحرقت الدنيا من حرها ولو أن خازناً من خزنة جهنم خرج إلى أهل الدنيا حتى يبصروه

 لما أهل الدنيا حين يبصرونه من غضب الله تعالى “0

 

 

وخرّج البزار في مسنده عن أبي هريرة قال في مسنده قال: 0

 

قال صلى الله عليه وسلم :” لو كان في المسجد مئة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم “0

ويروى أن لهب النار يرفع أهل النار حتى يطيروا كما يطير الشرر، فإذا رفعهم أشرفوا على أهل الجنة وبينهم حجاب

فينادي أصحاب الجنة أصحاب النار ” أن قد ما وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً “0

وينادي أصحاب النار أصحاب الجنة حين يروا الأنهار تطرد بينهم

” أن أفيضوا علينا من الماء ” فتردهم ملائكة العذاب بمقامع الحديد إلى قعر النار

قال بعض المفسرين : هو معنى قول الله تعالى ” كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها 0

 

 

 

 

يقول الله تبارك وتعالى :0
 
 
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ لنور:19]0


 

أراد الله منه أن يبين طائفة من الناس ابتُليت بهذا المرض والعياذ بالله، وهو نقل الأحاديث القبيحة بين الناس
 
 
ويكون قوله:0
 
(يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ)
 
 
يقال: شاع الخبر يشيع شيوعاً إذا ذاع وانتشر أي: يحبون أن تذيع الفاحشة وتنتشر بين أهل الإيمان
 
وهذا من أبغض الصفات، ذلك أن الفاحشة إذا سُتِرت ولم تتعد موضعها وسُتِر إن كان الله ستره
 
ووئدت في مهدها بأن اقتصرت على الشخص الذي فعلها فإن ذلك أدعى لصيانة المجتمع
 
  ولكن إذا انتشر بين الناس ذكر الفواحش والكلام القبيح، ونسبة الناس إلى الأمور القبيحة فإن ذلك والعياذ بالله مظنة لفتنة الناس
 
 وصدهم عن التخلق بالأخلاق الفاضلة. وبناءً على هذا الوجه الثاني تكون هذه الآية الكريمة
 
جاءت بقصد تأديب عباد الله المؤمنين حتى يحفظ كل واحد منهم لسانَه فلا يتكلم بالأمر القبيح ولا يشيعه بين الناس
 
ولذلك كان من علامة المؤمن الصادق في إيمانه أنه لا يحب سماع الفحش ولا ينقل ذلك القول الفاحش
 
ولذلك قالوا: مَن نَقَل الفاحشة فهو أفحش، أي: إذا رضي بها واعتنى بنشرها بين الناس
 
والغالب أنك إذا رأيت الرجل الذي يحرص على نشر الفاحشة بين الناس أن تجده متخلقاً
 
بصفتين: إحداهما: ضعف إيمانه والعياذ بالله، ونقص خوفه من الله تبارك وتعالى
.
والصفة الثانية: نقص عقله. ولذلك تجد نقلة الأحاديث الذين يعتنون بإشاعة الفاحشة
 
والأخبار السيئة بين المؤمنين يتخلقون بالصفتين والعياذ بالله

 

 


 
 
 
 
 
 
 
محـاضرات مختــارة

 

محمد العـريفي ~ ألحـان وأشجان
نبيل العـوضي ~ الـتـوبـة
محمد العـريفي ~ المشـتاقون إلى الجنة
نبيل العـوضي ~ أهـل النــار
محمد العـريفي ~ القابضـات على الجمر
نبيل العـوضي ~ ستـار أكـاديمي
محمد العـريفي ~ القرار الشجـاع
نبيل العـوضي ~ أول ليلة بالقبر
محمد العـريفي ~ على قمم الجبـال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
صفحـة نبـيل العـوضي : أضغط هنـا      ||     صفحة محـمـد العــريـفي  : أضغط هنـا
 
 

 

 

 

 

 

 

أخي وأختي في الله لنتوب توبة صادقة ونعود إلى الله قبل فوات الآوان

 

 

 

هذا علمي فيما يخص هذا الموضوع فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

أسـأل الله أن ينفعنا بهذا العلم ويرفعنا به ويسكننا جنة عرضها السـماوات والأرض

والله لم أتعب وأجتهـد بهذا الموضوع إلى لأوضح للناس شده الموقف

والجـزاء من جنس العمل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

تحياتي أخوكم    

Mr.Amoon

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف هذه الصفحة للمفضلة لديك

 

Free Web Hosting
 

 عـدد الزوار

0