Free Web Hosting
   Al.Mawt 

 

 

 

   ~.. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..~

 

 

، الحمد لله الواحد المعبود ، عم بحكمته الوجود ، وشملت رحمته كل موجود

 ، أحمده سبحانه وأشكره وهو بكل لسان محمود ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور الودود

، وعد من أطاعه بالعزة والخلود ، وتوعد من عصاه بالنار ذات الوقود ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله

، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين

.. ومن تبعهم من المؤمنين الشهود ، وسلم تسليماً كثيراً إلى اليوم الموعود أما بـعـد

 

 

 

 

 

.:.~{ الـمــوت }~.:.

 

 ، فجدير بمن الموت مصرعه ، و التراب مضجعه ، و الدود أنيسه ، و منكر و نكير  جليسه

 ، و القبر مقره ، و بطن الأرض مستقره ، و القيامة موعده ، و الجنة أو النار مورده

 أن لا يكون له فكر إلا في موته و قبره ، و لا ذكر إلا لهما ، و لا تطلع إلا إليهما ، ولا اهتمام إلا بهما

، أن يَعُدّ نفسه من الموتى ، و يراها من أصحاب القبور ، فإن كل ما هو آت قريب

، ولن يتيسر الإستعداد للشئ إلا عند تجدد ذكره على القلب  

.. ولا يتجدد ذكره إلا عند التذكر بالإصغاء إلى المذكرات له ، و النظر في المنبهات عليه

 

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (( أكثروا من ذكر هادم اللذات ))  رواه الترمذي

 

 

 

فإذا النفوس تغرغرت  ...  بزفير حشرجة الصدور

 
فهناك تعـلـم مـوقـنا ً  ...  ما كـنـت إلا في غــرور

 

 

 

 

.~{ ماهـو القـبـر }~.

 

 

 

 ، القبر هو ذلك المكان الضيق الذي يضم بين جوانبه جثث الموتى

، وهو موطن العظماء ، الحقراء ، الحكماء ، السفهاء ، منزل الصالحين ، السعداء  

، وهو إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار

، وإما دار كرامة وسعادة ، أو دار إهانة وشقاوة

، إن أحمق الحمقى من يختار لنفسه المصير البائس ، وهو ميت على كل حال

 ، لا بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس ، محدودة بأجل ، ثم تأتي نهايتها حتما

 .. حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة

 

 

 

: قال تعالى

    (كَلاَّ ا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ، وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ   (القيامة - 26

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله بمنكبي

 فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) رواه البخاري

 

، ليلتان يجعلهما كل مسلم في مخيلته ، ليلة في بيته مع أطفاله و أهله

، منعماً سعيداً ، في عيش رغيد ، و في عافية و صحة ، يضاحك أولاده و يضاحكونه

.. و الليلة التي تليها مباشرة ، أتاه فيها ملك الموت ، فوضعه في القبر وحيداً منفرداً

 ، أحياناً عندما تدع المكان الذي اعتدت عليه ، إلى مكان آخر يفارقك النوم

!فما بالك كيف تكون الليلة الأولى التي توضع فيها في القبر؟

 حيث لا أنيس ، و لا جليس ، و لا زوجة ، و لا أطفال ، و لا أحوال

 

 قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ  (السجدة -11)0

أول ليلة في القبر بكى منها العلماء ، و شكى منها الحكماء ، و صنفت فيها المصنفات

 

 

 .. حاسب نفسك قبل أن تحاسب ويقال لك

كـــلا 

 

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّى أَعْمَلُ صَـالِحاً فِيَما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

 

 !الآن تكف عن المعاصي ؟

!الآن تراجع حسابك  ؟

 ,، يا مدبراً عن المساجد ،، ما عرفت الصلاة ,،  

 ,، يا معرضاً عن القرآن ،، يا منتهكاً لحدود الله ,،

 .. يا ناشئاً في معاصي الله  يا مقتحماً لأسوار حرمها الله

 

!الآن تتوب ؟!  أين أنت قبل ذلك ؟

 

 

 

 

قال تعالى

 

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (العنكبوت-57)0

 نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ  (الواقعة-60)0

 وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً  (آل عمران-145)0

وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ   -19)0

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ  (النساء-78)0

وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  (المنافقون-11)0

لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (الدخان-56)0

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ  (الملك-2)0

وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُون  (آل عمران-143)0

 

 

 :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ))  رواه البخاري ))       

 

 

، هذا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ، كان أميرا من أمراء الدولة الأموية ، يغير الثوب في اليوم أكثر من مرة

 ، الذهب والفضة عنده ، الخدم والقصور ، المطاعم والمشارب ، كل ما اشتهى وطلب وتمنى تحت يده

وعندما تولى الخلافة ، وأصبح مسئولاً عن المسلمين ، انسلخ من ذلك كله ، لأنه تذكر أول ليلة في القبر

، وقف على المنبر ، فبكى يوم الجمعة ، وقد بايعته الأمة ، وحوله الأمراء والوزراء ، والعلماء ، والشعراء ، وقواد الجيوش

 ، فقال ، خذوا بيعتكم ، قالوا : ما نريد إلا أنت ، فتولاها وهو كاره ، فما مر عليه أسبوع إلا وقد هزل وضعف وتغير لونه

 ، ما عنده إلا ثوب واحد ، قالوا لزوجه : مال عمر ؟  قالت : والله ما ينام الليل ، والله إنه يأوي إلى فراشه ، فيتقلب كأنه ينام على الجمر

 . يقول : آه آه ، توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين ، الطفل والأرملة

، قال له العلماء : يا أمير المؤمنين ، رأيناك و أنت في مكة قبل أن تتولى الملك ، في نعمة وفي صحة وفي عافية ، فمالك تغيرت

 ، فبكى حتى كادت أضلاعه تختلف ، ثم قال لهذا العالم وهو ابن زياد : كيف يا بن زياد لو رأيتني في القبر بعد ثلاثة أيام

. يوم أجرد من الثياب ، وأتوسد التراب ، وأفارق الأحباب ، وأترك الأصحاب ، كيف لو رأيتني بعد ثلاث ، والله لرأيت منظراً يسوؤك

 

 

 

 

: قال مالك بن دينار رحمه الله : أتيت المقابر يوما لأنظر في الموت وأعتبر وأتفكر فيها وأنزجر فأنشدت أقول
 

 

أتيت  المقابر ناديتها    ~    فأين المعظم والمفتخر ؟     
وأين  المدل بسلطانه     ~   وأين العزيز إذا ما قدر ؟ 
وأين الملبي إذا ما دعا     ~    وأين المزكي إذا حضر ؟   

 

 

 : فقال وإذا بصوت يجيبني

 

تفانوا جميعاً فلا مخب         ~  وماتوا جميعاً وهذا الخبر      
تروح وتغدو بنات الثرى    
~  وتمحوا محاسن تلك الصدور         
لقد قلد القوم أعمالهم      
~   فـــأمـــا  نــعـيـم  وإمـا سقر        
وصاروا إلى ملك قادر    
~   عــزيـز  مــطــاع  إذا مـا أمر         
فيا سائلي عن أناس مضوا  ~    أمالك فـيمن مضى معتبـر   

 

 

: وقال أحدهم

 

أموالنا لذوي الميراث نجمعها    ~   ودورنا لخراب الدهر نبنيها     
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها   ~   إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه   ~  وإن بناها بشر خاب من فيها
           

 

 

: وقال أحدهم


أنت الذي ولدتك أمك باكياً    ~  والناس حولك يضحكون سروراً        
فاعمل ليوم تكون إذا بكوا    ~   في يوم موتك ضاحكاً مسروراً       
 

 

: وقال أحدهم

 

تــأهـب للــذي لا بـــد مـنه      فأن الموت ميقات العباد  
 
أترضى أن تكون رفيق قومٍ        لهم زادٌ وأنت بغير زاد  

 

 

: وقال أحدهم

 

   تفكر في مشيبك والمآب   ~  ودفنك بعد عز  في التراب  ~ إذا وافيت قبراً أنت فيه   ~  تقيم به إلى يوم الحساب  
                        وفي أوصال جسمك حين تبقى 
~ مقطعة  ممزقة الإهاب  ~ فلولا القبر صار عليك ستراً  ~ لنتنت الأباطح والروابي  
       خلقت من التراب فصرت حياً  
~  وعلمت الفصيح من الخطاب   ~ وعدت إلى التراب فصرت فيه  ~ كأنك ما خرجت من التراب
فطلق الدنيا ثلاثاً 
~ وبادر قبل موتك بالمتاب   ~  نصحتك  فاستمع قولي ونصحي  ~ فمثلك لا يدل على صواب
خلقنا للممات ولو تركنا 
~ لضاق بنا الفسيح من الرحاب   ~ ينادي في صبيحة كل يوم   ~ لدوا للدود وابنوا للخراب      
     فهذا الموت موعد كل حي  
~  إن حل بيتاً فرق الأحباب 

 

 

 

 : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

  إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح * وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء * وخذ من صحتك لمرضك * ومن حياتك لموتك )) رواه البخاري ))

 

 

يا مـن بدنياه اشتغـل ..  قد غره طول الأمل
 
الموت يأتي بغتة والقبر ..  صـنـدوق الـعـمـل

 

 

 

 

أخي / الحبيب تذكر أنك تعيش في دار هي ليست بدار قرار

وإنما هي دار أكدار وأخطار وحسبك منها إنها سجن للمؤمنين وجنة للكفار

 

أخي / اسأل نفسك كم بقي من عمرك وكم تأمل أن تعيش 20 سنة أو 40 سنة

وكيف تأمل ذلك وأنت ترى الفجائع تنزل بالناس أناء الليل وأطراف النهار
 

 

أخي / تأمل هذا الحديث وكأن المعني به أنت

  (( عش ما شئت فأنك ميت وأحبب من شئت فأنك مفارقه وأعمل ما شئت فأنك ملاقيه ))

 


فهل عرفت عظم المصيبة وفداحة الخطب
؟

أخي /  تخيل أن ملك الموت أتاك الآن في هذه اللحظة أتاك ليقبض روحك

أكان يسرك حالك وما أنت عليه ؟
 

أخي /  هل تذكرت أول ليلة لك في القبر وأنت فيه وحيد وقد أحكم عليك إغلاقه

وتحكم فيه هوامه وديدانه وأصبح التراب فراشك وقد ذهب حسنك وجمالك

وقد ذهبت اللذات وبقيت الحسرات والتبعات

 

أخي /  هل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم ؟

أوهل تريد السعادة في الدنيا والآخرة وأنت من أعوان الشيطان وحزبه ؟

 

أخي /  قد غر بعض الناس حلم الله وسعة رحمته ولكنه نسوا أن الله شديد العقاب

وأنه عزيز ذو انتقام وأن هؤلاء لن يتعرضوا لرحمته بل عملوا عملاً توجب غضبه وأليم عقوبته
 

1

أخي /  تخيل أنك حصلت على الدنيا وملذاتها ومسراتها وكل ما يرضيك منها

وكانت النتيجة هي النار فهل تذكر ما مضى من النعيم وأنت في النار مقيم



أخي /  تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك الجوارح والجلود فأين يكون مهربك ؟

والشهود منك والشهادة عليك فتأمل يا مسكين تعـصي الله بها ومن أجلها

ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك
 

 

أخي /  أحمد الله أن مد في عمرك ولم يقبض نفسك وأنت في غيك وإعراضك وغفلتك

 

 
أخي /  بادر بالتوبة وأنفض عن نفسك غبار الغـفلة وأعلم أن باب التوبة مفتوح

وأن عطاء ربك ممنوح وأن فضله يغدوا ويروح وأعلم أن التائب من الذنب

كمن لا ذنب عليه وأن الله يبدل سيئاتك حسنات وأن الله يفرح بتوبتك

 

 

  وأخيراً هنيئاً للعائدين التائبين محبة الله لهم

 

 

 

 

 

 


 

تم بحمد الله

 

 

 

 Mr.Amoon :  تصميم وتصوير   

 

 

 

 

 

 

 

صفحات أخرى

 

 أذكـار ومواعظ   ~   يـا سـامع الغناء   ~   الجـنة و النـار

 

 

 

 

 

 

عـدد الزوار